سيدي سعيد

المدخل: يقع حي سيدي سعيد في الجانب الغربي من خريطة مدينة مكناس القديم.  فهو جزء من قصبة سيدي سعيد التاريخية التي حسب خرائط 1945 كانت تمتد من باب الخميس الحالي حتى وادي تولال الذي بحد بين القصبة وقرية تولال و يتوسط هذا الفضاءالفلاحي  الفسيح قصبتين ومسجد بالضريح. (1).  حتى أواخر السبعسنيات في القرن الماضي نتذكر أنه كانت بجانبه مباشرة علامة تحديد السرعة في أربعين كيلومتر في الساعة مبنية من حجر. هذا الرمز كان يدل عادة على البداية الفعلية لمدينة ما. وكان بالقرب منها - زهاء 200 متر- الزاوية الكيلومترية (مكناس 5 كيلومترات) الموروثة غالبا من عهد الإستعماروالتي لا ندري فعلا هل تدل على  المسافة بين مركز مكناس وسيدي سعيدأو غير ذلك. من المرجح أن هدا الحي كان خارج المدار الحضري في بداية القرن الماضي. وهو ما يشار إلبه في العقود الرسمية. بعد ذلك ألحق ببلدية أبو العمائر حتي نهاية السبعينات وبعدها ببلدية سيدي باباوحاليا يتبع للمقاطعة الحضرية الثالثة بحي السلام يتكون الحي  التاريخي من المسجد والضريح والزاوية ثم قصبة أهل اغريس وهي القصبة المجاورة للمسجد وتسمى حاليا قصبة أو درب الفران ثم بجانبها  مباشرة قصبة الشرفاء . مقبرة سيدي حنيني (وهي المدفن الحقيقي للشرفاء العلويين المحمديين وأصهارهم وغالبية سكان القصبتين)، مقبرة الأغيارثم مقبرة العبرة (اندثرت وأقيم مكانها مؤسسة تعليمية عمومية) ثم ديور اجداد.  حتى 1980 كان الحي محاطا بحدائق من أشجار الزيتون والأرنج على امتداد ما يقارب 30 هكتاروكان يعرف بجنان الياهو،. من طريق الرباط حتى طريق أكوراي.  ثم من جهة الشرق يلاصقه جنان سيدي منصور وبعده تفصل بينه وبين باب الخميس مسافة مزروعة وحدائق وجه عروس  الأحياء القريبة منه هي: الملاح القديم والملاح الجديد(ما سمي فيما بعد بالرياض) و البرج المشقوق - حما يزة. (نتعمد ذكر الأسماء القديمة كمرجع تاريخي). تمر الطريق الرئيسية مكناس-الرباط مباشرة وسط حي سيدي سعيدحيث يبقى المسجدوالقصبتين من الناحية الشرقية و المقابر، المعملين و ديور اجداد من الغرب.  كما أسلفنا، أسس هذا المسجد من طرف السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله  (2) لمجموعة شرفاء سيدي سعيد على الطرف الغربي للمدينة بل وخارج محيطها السكاني في ذلك الوقت... تعريـــــف أبو عثمان سعيد بن بوبكر ولى صالح لم يترك طريقة ولا أتباعا ولامخطوطات  كالشيخ محمد بنعيسى(2)، عرف بورعه وانزوائه بعيدا عن الساكنة (كباقي الصوفية ) و يجهل سبب اختياره للجهة الغربية من المدينة . وهناك روايات شفاهية عديدة لم ندققها بعدعن الشيخ أبو عثمان سعيد المعرف منذ بداية القرن العشرين بإسم الولي الصالح  سيدي سعيد بوعثمان ونعدكم أننا سنتطرق لبعضها في باب خاص في وقت لاحق مدفن الولي الصالح : يبدأ المدفن بممر طويل ثم باب فعلي.  عن اليمين بيت به ضريح سيدي أحمد بن رحال ثم لال علالة  الزاوية وهي مدفن أول للساكنة حولته الظروف إلى مدفن خاص بمقابل مالي.  مدفن سيدي سعيد أبو دربالة ( الدربالة: لباس خشن أو أسمال) وهو خديم أبو عثمان  القبة الرئيسية أو ضريح أبو عثمان سعيد .  تتوسط هذا المبنى  نافورة عادية خصصت في بعض الأحيان للوضوء . من مميزات هذا المدفن البساطة القصوى. تاريخيا، كان الدخول إلى الأضرحة من الباب الرئيسي للمسجد عن طريق مساربآخر البناية، وفي أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وحتى تتمكن الدواة من توسيع المجسد، خصص باب مباشر لهذا الغرض. وحسب علمنا، تجب الإشارة إلى أن مداخيل صندوق الضريحين و الزاوية و المدافن لا يستفيد منها ولو عنصر واحد من الشرفاء العلويين المحمديين بل تستغل من طرف عائلة معينة من أهل قصبة الفران (3).   من الغريب أن كل خديم لضريح أبو عثمان سعيد يصبح بدروه بعد موته مزارا كذلك. المسجد: ارتبط اسم المسجدبأبي عثمان سعيد رغم أنه أقدم منه بكثير. رمم عدة مرات في القرن الماضي وهو تابع للوقف. يتوسط المسجد صحن مزكش بالزليج ، ثم فضاء للصلاة ، محراب و منبر لإقامة خطبة الجمعة كما يوجد به مكان مخصص للوضوء عن يمين المدخل الريئيسي للمسجد العتيق. الصومعة: إن تأثير المعمار السعدي في بناء المسجد والصومعة بالخصوص كباقى المساجد اللتي بنيت في نفس الحقبة التاريخية ، تأثير واضح.  أغرب مايميز هذا المسجد هو صومعته المبنيةعلى صواري مدخل الباب الرئيسي للمسجد.(يعني أن اسفلها أجوف و هو الباب) ولا يعرف لماذا بنيت بهذا الشكل. على يمين المدخل الرئيسي للمسجد توجد سقاية. تعريف القصبة :  تعني مقر القايد أو العامل الذي ينوب عن السلطان بالمدينة أوالبادية، كما تعني الحصن الدفاعي للحراسة  وضمان الأمن وتسمى أيضا بالقلعة، وتتميز بعلوها ومتانة بنائها وهو القصود عندنا بدليل تموقع القصبتين بمنطقة عالية بباب مكناس خارج الاسوار الرئيسية للمدينة. قصبة أهل غريس( أوقصبة الفران حاليا): سميت بهذا الإسم لأن أول من استوطنها هم صحراوين أتوا من وادي اغريس المشهوربمنطقة تافيلالت. معروفة حاليا بساكنتها من أهل غريس و  أحفاد سيدي سعيد بودربالا وأصلهم من سهول الغرب ثم بعض الساكنة من أصول صحراوية أخرى وبعض كروان وزمور. بها فرن تقليدي عتيق تابع للاحباس .  ضريح الولي الصالح سيدي امبارك الحبشي عن يمين المدخل الرئيسي للقصبة وهو مدفن بمقابل كذلك إن لم يكن امتلأ عن آخره. تتوفرقصبة الفران على سقاية عن شمال مدخلها تحولت مع الوقت لمدخل جانبي للجامع,وبجانب هذا المدخل كتاب قرآني  ارتبط اسمه بالفقيهن بن عبيد وسي عبد القادر رحمهما الله وسقاية في آخرالقصبة. قبل السقليات الحالية كان سكان هذه القصبة يتزودون بالماء من 8 أبار مياه جوفية موجودة ببعض المنازل **. للإشارة: يجب عدم الخلط بين سيدي امبارك الحبشي وسيدي امبارك المخفي المدفون وراء القصبتين قر ب حمام القصبة (حديث البناء) وهو من قبائل بني احسن بالغرب. قصبة الشرفاء : إن الساكنة الاولى لهذه القصبة هم الشرفاء العلويين المحمديين الذين استوطنوا المكان ومنهم أخذ اسم قصبة الشرفاء. كما الحال بالنسبة لأهل اغريس اختلطت الساكنة ببعض القادمين من الراشدية ( أو قصر السوق سابقا) والريصاني وغيرها من مناطق تافيلالت ثم بعد ذلك بعض كروان وزمور القادمين من ضاحية مكناس. تعريف: كما هو معروف،  ينتسب العلويون  لعلي بن أبي طالب ابن عم الرسول سيدنا محمد،قدم جدهم الحسن الداخل من ينبوع النخيل بالحجاز   واستقر بتافيلالت خلال القرن 13م. أما الشرفاء العلويين المحمديين بسيدي سعيد، فهم أبناء الشريف مولاي امحمد  سليل المولى إسماعيل ويتكونون من أربع مجموعات:أهل مولاي عمر، أهل مولاي علي، أهل مولاي العباس ثم أهل مولاي فضيل وهم الأغلبية *****. اشتغل غالبيتهم ولا زالوا بالفلاحة التقليدية واشتغلت أقلية منهم بالمهن الحرة التقليدية كذلك.  يتميزون بالبساطة والفطرة.  بقصبة الشرفاء  سقاية واحدة في آخر الدرب. قبل السقليات الحالية كان سكان هذه القصبة يتزودون بالماء من 5 أبار مياه جوفية موجودة ببعض المنازل كذلك **. لا يتوفر الشرفاء المحمديين العلويين على مدفن خاص أو مزار تابع لهم. تجب الإشارة إلى أنه حتى بداية الستينات من القرن الماضي، كان لكل قصبة بابها الخاص الذي يقفل في حالات معينة. مابين القصبتين توجد دكاكين وحوانيت تجارية للإيفاء بأغراض الساكنة. وحتى لا نكون مجحفين في حق ساكنة سيدي سعيد يجب ذكر ديور اجداد. فالمنطقة استمدت قوتها الإقتصادية من هذا الحي الملحق. لماذا تسمى ديور اجداد؟ في أربعينات القرن الماضى أقامت الدولة على نفقتها مبانى اقتصادية جديدة بمرافق تتمثل في دور وحوانيت (اشتقاق الإسم دور جديدة) استغلت طبقة معينة من الساكنة هذه المباني مقابل كراء شهري. يوجد بديور اجداد الفرن الحديث، الحمام التقليدي، السجن المركزي المعروف بسجن سيدي سعيد، مستشفى الأمراض الصدرية، دار الأيتام و رحبة الحبوب و القطاني التي كانت سابقا سوق للأغنام والأبقار يعمر كل يوم أربعاء وقد انتقل هذا السوق إلى ضاحية حي سيدي بوزكري. في الخمسينات أقيم معمل للزيوت يحمل اسم الحي نفسه (معامل الزيوت بسيدي سعيد) ثم معمل لمربى المشمش. (كان يعرف باسم أوزين يشار ثم معمل لحلو). الحفرة (أو حاليا إقامة وليلي): كانت مساحة فارغة شاسعة مابين السور الأسماعلي و الديور اجداد. نتذكر أن هذا المكان كانت تقام به مباريات في كرة القدم بين فرق الأحياء والتي طعم عدد منها الفريق المحلى C.O.D.M.ونذكر من هذه الفرق سيدي سعيد ، الملاح ، بريمة، تولال وغيرها وكانت تقام مبريات حامية يتنافس فيه كل حي بخيرة لاعبيه في دوريات الأحياء. حاليا، أقيمت مجمعات سكانية تحت إسم إقامة وليلي بهذا المكان الذى حفظ ذكريات أجيال من الثلاثنيات إلى السبعينات من القرن الماضي.    بنظرة بسيطة نلاحظ أن هذا الحي اكتسب أهمية قصوى بالمراكز المتواجدة به مما جعل أول خط لأوطوبيس أو الحافلات بمكناس يستحدث به في الخمسينات تحت رقم 1  . (اندثر هذا الخط وعوضه خط 17 من تولال إلى حمرية). من الملاحظ أن المنطقة تتوفر على أكبر عدد من محطات البنزين بمكناس ( 6 محطات) وذلك لتواجدها على الطريق الرئيسية مكناس – الرباط. إن فترة 1980 – 1990 شهدت تحول جدريا في تاريخ المنطقةحيث أقامت الدولة محطة طرقية عصرية للحافلات في المحل المسمى سابقا لافيراي الذي كان مجمعا لأجزاء السيارات المستعملة الذي نقل بدوره لضاحية سيدي بوزكري قرب سوق الأغنام. أقيمت عدة تجزءات سكنية في هذه الفترة (السلام 1، 2، فارس) وغيرها. في سنة 2007 افتتحت الدولة سوقا يوميا بجنان سيدي منصور وسمي سوق عرصة سيدي سعيد.     راجع في هذا الشأن الخرائط في عهد الحماية - كأرشيف جامعة تكساس عن مكناس على الموقع  www.utexas.edu 1 بني المسجد في عهد العلويين بتاثير المعمار السعدي - راجع تاريخ بناء المساجد بهذه الحقبة التاريخية 2 يعتقد كثيرون عن خطأ أن الشرفاءالعلويون المحمديون  يستفيدون من مداخيل الأضرحة و القبور بسيدي سعيد وكان الناس ولا زالوا يسألوننا عن هذا 3

 .